دفاعاً عن اليأس
يصورونه كنقطة نهاية، أو مستوى من اليأس لا يمكن تجاوزه. لكنه لا يجب أن يكون كذلك
من العبارات التي أحبُّ أن أقولها، ولا تُضحك أحدًا، هي: "لقد اخترتُ وقتًا سيئًا للغاية كي أقرر أن أعيش حقًا." وعندما أرجع بذاكرتي إلى تلك الأيام التي تمنيت فيها الموت، أجد أن الحال، رغم كل شيء، لم يكن بالسوء الذي ظننته. في إحدى جلسات العلاج النفسي، تتنهّد الطبيبة حين تسمع هذه العبارة، وكأنها تحمل ثقلًا تعرفه جيدًا. وبين الأصدقاء، تُثير العبارة نظرات صامتة لا تخفى دلالتها. وأنا نفسي لا أعرف إن كانت تُعد نكتة، حتى وأنا أقولها. ربما لأنني، ذات يوم، كنتُ في حال من الحزن الشديد ما جعلني أختلق في خيالي نهاية خاصة بالعالم، ثم طال عمري لأشهد نهايات حقيقية، نهايات تمسّ الأرض والناس. وأظن أن موضع "الطرفة" - ولهذا لا يضحك أحد - هو في الاعتراف الصامت بأن أبواب هذا العالم بدأت تُغلق، وأن هذا الإغلاق لا يصيب الجميع في الوقت ذاته، بل يأتي على بعضهم أسرع من غيرهم، وأننا - في الغالب - على الجهة الخطأ من الباب.
أنا واحد من مجموعة صغيرة، غير رسمية، اجتمع فيها بأشخاص مرّوا بتجربة تمنّي الرحيل عن هذه الحياة، كما مررت بها أنا. نحاول معًا، بجهد، أن نبقى على صلة بالعالم، حتى عندما يبدو قاسيًا أو غير محتمل، كأننا في لعبة قديمة من ألعاب المدن الترفيهية، ترفعنا عاليًا ثم توشك أن تقذفنا من مقاعدها المهترئة. هذه المجموعة وُجدت قبل أن يصحبني إليها صديق مقرّب منذ ثمانية أعوام. هناك، نضحك من نكاتنا عن الموت، لكنها في الحقيقة نكات عن الحياة التي تتداعى ببطء. نجد في الضحك عزاءً غريبًا، وحتى الخطأ يصبح مقبولًا بيننا. يعاتبني بعض الرفاق حين أُفرط في التشاؤم، فأحاول تعديل نظرتي لأجلهم. بعضهم يُصارع للبقاء منذ سنين، تعادل عمري أو تزيد.
لكل جلسة قائد، وتُمنح القيادة بناءً على موقع الشخص في طريق التعافي. فمن مضت عليه خمس سنوات منذ آخر محاولة أذى لنفسه، يُضاف اسمه إلى قائمة الانتظار لتولي القيادة. وأنا قدتُ أول لقاء لي هذا الشتاء، قبل عيد الميلاد، عبر الإنترنت. بدأتُ الحديث بطرفة جديدة، تشبه القديمة: "يبدو أنني الشخص المناسب الليلة… لأنني ببساطة لا أزال حيًّا." ضحكوا، وامتزجت الضحكات حتى بدت وكأننا في إذاعة فرِحة. كلنا ما زلنا أحياء – وهذه، في نظرنا، مغامرة حقيقية.
نبدأ كل لقاء بسؤال واحد بسيط: "ما الذي أبقاك حيًّا اليوم؟" وهو سؤال يفتح لنا باب الحديث عن الأمور الصغيرة التي جعلتنا نصل إلى هذه اللحظة. ربما لم أكن أرغب في مغادرة السرير صباحًا، لكن شعاعًا من الشمس تسلّل من خلف الستائر، ولامس ذراعي بدفئه، فقمت. وكان كلبي هناك، جالسًا عند قدميّ، صامتًا، ينتظرني أن أنهض. رؤيته تذكّرني بأن لديّ حياة أستطيع أن أحبّه فيها. حسب ما أعلم، سنعيش ونُحب هنا فقط، لفترة محدودة، وهذا يكفي لأن أبقى حيًّا لساعات أخرى، حتى وإن كان اليأس يسكنني.
أُسمي ما أشعر به "يأسًا"، لا "اكتئابًا" ولا "قلقًا". فـ"اليأس"، رغم ثقله، يحمل في طيّاته لمسة إنسانية. أما "الاكتئاب" و"القلق"، فهما تسميتان طبّيتان، لا ترى فيّ سوى رقم في ملف. أما "اليأس"، فهو إحساس يمكنني أن أتركه يملأني دون أن يمنعني من غسل وجهي أو الرد على رسائلي. أذكر مجموعتي هذه، لأنني لا أعرف مكانًا آخر يمكنني فيه أن أُسقط عني الأمل دون أن يُعاتبني أحد. فالأمل، يُسأل عنه كثيرًا، أكثر مما أحتمل. خلال جولات التعريف بكتبي، كثيرًا ما يسألني الناس: "بِمَ تشعر بالتفاؤل؟" أو "ما الكلمات التي تُخفّف قلقنا؟" وفي المقابلات، يهمس المحاور أحيانًا: "لكن… الحياة ليست كلها سيئة، أليس كذلك؟" فأبتسم ابتسامة قصيرة وأرفع كتفيّ. أدركت أن كثيرًا من الناس ما زالوا يؤمنون بأسطورة تُسمى الأمل. أسطورة كنتُ أعرفها، ربما، لكنني لم أعد أبحث عنها.
اللحظات التي يسميها البعض "أملًا"، أصبحتُ أُسميها "حاجة". فالأمل، في نظري، شيء مطاطي: هو كل شيء، ولا شيء في نفس الوقت. يقولون إنه قريب، دائمًا في المتناول، لكن لا أحد يمسك به. إنه مثل طائر صغير ملون، لا يُغنّي، مسجون في قفص. أما مفتاح القفص؟ لا أحد يعرف مكانه، ولا أحد متأكد أصلًا إن كان يريد إطلاق سراح الطائر. ورغم ذلك، لا يكفّ الناس عن سؤاله عن الأمل، بإلحاح لا ينتهي.
أفكر كثيرًا في اللغة، لا بوصفها شعرًا أو زينة، بل كأداة يومية. إنها وسيلة ممتعة في ظاهرها، مخادعة في حقيقتها، وقد تكون مدمّرة. أستطيع أن أكتب بها كلامًا جميلاً عن نور الشمس وملامح كلبي، بنفس العبارات التي يستعملها مسؤول حكومي أمريكى حين يطالب بترحيل أناسٍ -المهاجرين- كأنهم طرود بريدية، يُشحنون بسرعة كما تفعل شركات الشحن السريع.
ومع ذلك، لا يلاحقني هذا العبث كما لاحقني مشهدٌ ما زال عالقًا في ذهني: أطفالٌ من غزة، عام 2023، يعقدون مؤتمرًا صحفيًا، يتوسلون للعالم باللغة الإنجليزية أن يحميهم، لكن لا أحد يستجيب. هناك، تسقط اللغة أمام القسوة العنيفة للقوة. هناك، تعجز الكلمات عن عبور الجدار الذي يفصل بين من يُعتبرون جديرين بالحياة، ومن لا يُحسبون كذلك. ورغم ذلك، أحاول أن أستخدم هذه اللغة نفسها، بكل ضعفها، لأقول شيئًا صادقًا: إنني – من أجل قلبي الهش، وعقلي الذي يضعف أحيانًا – لا أزال متمسكًا بقول الحقيقة أكثر من تمسكي بالتفاؤل.
ثمة نكتة أردّدها في داخلي، لا تضحك أحدًا. هي وليدة وهمٍ قديم سكنني في أواخر مراهقتي وبدايات شبابي، كنت أعتقد – بأنانية لا أنكرها – أن أقسى ما في هذا العالم يتمركز في قلبي المكسور. وقد تكون بعض تلك الآلام، في حينها، كافية لجعل الكذبة تبدو معقولة.
والعجيب في القلب، يا صاحبي، أنه لا يكتفي بالانكسار، بل يبدع فيه، كأن له ألف طريقة ليتشظى بها. وربما لا نُمدّ في أعمارنا كي نجرّب كل هذه الطرائق، لكننا نعيش ما يكفي لنفهم أن القلب، وإن انكسر، فإنه أيضًا يُصلح نفسه، لا ليستقر، بل ليكون مستعدًا لانكسارٍ آخر. فهذه هي الحياة: تمزيق ثم خياطة، شقاء يعقبه راحة، وراحة يتبعها تعب. لا نجاة من هذه الدائرة، إن كنّا نريد أن نواصل العيش. ومن يدرك هذا، يدرك أن فقدان الناس ليس نهاية المطاف، كما أن وجودهم في حياتنا لا يكون دائمًا حظًا سعيدًا.
منذ ثماني سنوات، وطئت لأول مرة مجلس جماعتنا. لم أكن أعرف كيف أقول شيئًا سوى أن ألوك ألمي، أكرره في داخلي، وألفّه على قلبي كما يلتف الحبل على الرقبة.
وبعد ثلاثة أسابيع، اقترب مني ذلك الرجل الكبير، الذي دلّني على هذا المكان، وكأنه يحمل سرًّا يريد أن يُسرّه في أذني، وقال: "إن ألمك فريد، لأنه ألمك. لا يشاركك فيه أحد. لكن إن قارنته بآلام هذا العالم كله، فلن يكون مميزًا. فليكن فريدًا، لكن لا تمنحه امتيازًا لا يستحقه."
كنت بحاجة لأن أنضج، لا في عمري، بل في بصيرتي، لأفهم أن رغبتي في مغادرة الحياة لم تكن إلا هروبًا من إحساس ثقيل يخنق صدري. لم أتشبث بشعار "الأسوأ قادم"، بل كوّنت، من خلال هذه الدورة المتكررة من الجرح والتعافي، نظرة جديدة للحياة، نظرة فيها تشاؤم، نعم، لكن فيها أيضًا عمق وفهم.
لقد عشت ما يكفي لأبدأ التفكير لا من حيث الجرح المباشر، بل من حيث المشهد الأوسع. رأيت ما جرى لهذا العالم، وأقولها صريحة: لا أظن أن الشعوب قادرة على التراجع عن ما ارتكبته من أخطاء – سواء عن طيب نية، أو من غفلة، أو بسبب الخوف، أو حتى بدافع المصلحة الشخصية، مثل من يدفع ضرائبه لحكومة تُمارس القتل و الإبادة.
كيف يمكن بناء عالم أفضل، ونحن نشاهد مذابح تُرتكب، وعمليات قتل جماعي تُبثّ مباشرة بالصوت والصورة، منذ عام ونصف، ولا تزال مستمرة؟ ولا يبدو أن أحدًا غاضب بما يكفي. وهذا – في رأيي – دليل على مرض في الضمير، مرض لا علاج له.
كثيرًا ما يُصوَّر اليأس وكأنه النقطة الأخيرة، نهاية الجملة، شعور يخنق صاحبه حتى لا يقدر على شيء. لكننا لسنا بحاجة لهذه الصورة السوداوية. في حياتي رجال مسنّون أحبهم محبة لا ترتبط بالقرابة، بل بالمرافقة. نحن أصدقاء، لا يسبق أحدنا الآخر، نلعب الورق، ونتبادل الحديث، وأستمع إلى حكاياتهم التي جمعوها من حياتهم الطويلة في دور الرعاية.
ومع أن أعمار أكثرهم لا تسمح لهم برؤية ما ستؤول إليه الأمور، لأن الزمن لن يمهلهم، إلا أنهم لا يتوقفون عن القلق على هذا العالم، ولا عن البكاء عليه، ولا عن العمل في سبيل تغييره. يجمعون الملابس للفقراء، ويصوّتون في الانتخابات، ولا يقول أحدهم: "لا فائدة".
قلبي، يا صاحبي، ينكسر معهم، ويُصلح معهم، كأننا في مرآة واحدة. يعرفون أن أيامهم في هذه الدنيا باتت قليلة، وأن من يحبونهم من أبناء وأحفاد سيبقون بعدهم في عالم صار باردًا، غير صالح للحياة. ومع ذلك، لا يزالون يلوّحون بأيديهم في وجه الوقت، كأنهم يخيطون ثوبًا مهترئًا، ويعلقون عليه الأمل في أن يصير – يومًا ما – واسعًا بما يكفي ليُغطّي جسد هذا العالم المتصدّع.
أتذكّر هؤلاء الناس كلّما حاولت أن أبدّل علاقتي باليأس، من شعور ثقيل إلى سلوك يمكن فعله. وكلّما عدت إلى تلك النكتة التي لا يضحك لها أحد، تبيّن لي أنني لا أستهزئ بحزني، بل أتهكّم من قسوة الواقع الذي نعيشه، ومن هذا العالم الذي يُفترض بي أن أستمر فيه في القتال لأحصل على حياة بسيطة. هذا الثقل يخنقني، لكنه لا يسحقني، ولعلّ السبب أنني، في اللحظات التي كنت أكره فيها حياتي، وُلد في داخلي نوع خاص من الخيال؛ خيال لا يحكي القصص، بل يُعلّمني كيف أتحمّل ساعة شديدة الوطأة، أو يومًا كئيبًا، أو أسبوعًا مليئًا بالإحباط.
ومن أعماق يأسي، خرج فضول جديد. لم أعد أنظر إلى خوفي من الداخل كأنه عدوّ، بل صار لي رفيقًا بفضل نظرة واحدة إلى الأعلى، إلى الناس حولي، فأرى من يحبّني، وأجدني أحبّهم، وأكاد لا أصدّق أن هذا العالم هو ما نملك، ومع ذلك، ألاحقه – كأنني أظن أنه إذا رتّبت قلبي، وعقلي، ومجتمعي الصغير، فقد أتمكّن من العثور فيه على شيءٍ أفضل من هذا الواقع الذي يكاد يضيق بأنفاسنا.
أنا أُدرّس ورشة شهريّة لمجموعة من طلاب الثانوية، ممن هم على وشك الدخول إلى الجامعة. نناقش فيها نصوصًا شعريّة تقوم على ما يمكن تسميته "فرحًا متراكمًا" – أي مشاعر هادئة تبدأ من حزن صغير أو ذكرى مؤلمة، ثم تتجمّع حتى تفيض بالسكينة.
قرأنا معًا قصيدة للشاعر روس غاي، يتجول فيها في مدينة يصفها بأنها "قتلت شعبها"، في إشارة إلى أنها صارت قاسية وقاحلة. ولكن نبرة القصيدة تتغير حين يقطف الشاعر ثمرة تين ناضجة من شجرة، أولًا لنفسه، ثم يبدأ في تقديمها لمن حوله. هنا يتحوّل الحزن إلى حركة، والحركة إلى مشاركة، والمشاركة إلى دعوة للحياة.
ثم قرأنا قصيدة أخرى، عنوانها "أنت مَن أحب"، كتبتها الشاعرة أراسيليس جيرماي. يبدأ فيها المتكلّم وكأنّه يفتح بابًا صغيرًا على عالم واسع من المحبة، فيعدّد من يحب، لا من أصحاب السلطة أو المشاهير، بل من أولئك الذين يصنعون حبّهم من تفاصيل الحياة اليومية – تلك التي تمرّ على الناس دون أن يلحظوها. يقول: إنه يحبّ من يُحرّك قدر الفاصولياء فوق نار هادئة، ويحب من يبيع الزهور من عربة صغيرة، ويحب من يعبر الحدود، ومن يحمل أخاه على كتفه ليعود به إلى البيت، ومن يغني أغاني المغنّي الحزين ليونارد كوهين حين ينزل الثلج.
وأنت، أيها القارئ، قد لا تعرف هؤلاء الناس، ولا أسماؤهم، ولكنك، إن أنصفت قلبك، ستحسّ أن فيهم شيئًا منك. تراهم في هذا العالم المتعب، يكافحون لكي يستمرّوا، ولكي يصمدوا، ولكي ينهضوا من الفراش في أيام يعجز غيرهم فيها عن النهوض. وربّما أنت نفسك تحب شخصًا لا يستطيع النهوض من فراشه، ولهذا فقط تفهم كيف يمكن لنظرة صغيرة، أو لحركة عابرة، أن تمنح الإنسان سببًا جديدًا للبقاء. وأنا، بدوري، أحاول أن أجمع من هذه اللحظات ما يكفيني لأواصل بها يومًا آخر.
حين قرأ طلابي هذه القصيدة بصوت مرتفع في الفصل، شعرت براحة لا أستطيع وصفها. أدركت أنني لست الوحيد الذي بكى. ليس لأنني أخجل من البكاء – معاذ الله، فقد بكيت كثيرًا – بل لأن دموعهم قالت لي إننا فهمنا شيئًا واحدًا معًا: أن القصيدة لم تكن عن شاعر واحد، بل عن قلوبنا جميعًا، وأن قلبي التصق بقلوبهم كما تلتصق اليد باليد في العتمة.
أنا أختار أن أقرأ هذه القصائد، المليئة بعاطفة تتراكم شيئًا فشيئًا، مع شباب على وشك أن يغادروا المدينة التي نحبها، ويتوجهوا إلى أماكن جديدة لا يعرفونها. أفعل هذا لأنني أريدهم أن يفكروا – لا في أنفسهم فقط – بل في مسؤوليّات القلب. ذلك القلب الذي يريد هذا العالم – باسم الفردانية، وباسم الواقعية، وباسم سلطة ترى الجماعة عبئًا – أن ينزعه منهم. أقول لهم، وأقول لنفسي: تخيّل قلبًا يشعر بقلوب الآخرين، حتى أولئك الذين لم تقابلهم يومًا. لعلّ هذا الإحساس، لا الأمل الذي يردده الناس بلا طائل، هو ما يدفعني للاستمرار.
وفي ذلك الصمت الذي غمر الغرفة بعد القصيدة، حين لم يبقَ سوى شهقات خفيفة وأنفاس حبستها الحناجر، شعرت بشيء عظيم. قلت لنفسي: كلّ واحد منّا يحمل في داخله ألمًا خاصًّا، لا يشبه سواه، أو ذكرى لا يستطيع غيره أن يلمسها، أو أمنية صغيرة لم يخبر بها أحدًا. وراودتني رغبة عميقة – بل شديدة – أن أتعرف على هذه الأشياء.
راودتني رغبة أن أعرف: ما هي تلك الزاوية الصغيرة في هذا العالم المكسور، التي تصلح لتكون ملاذًا لك؟ المكان الذي يمكنك أن تبكي فيه، أو تطبخ فيه طعامك المفضّل، أو ترقص فيه وحدك في غرفتك، أو تدفن فيه شيئًا قرّرت أخيرًا أن تتركه خلفك؟
مترجم بتصرف من newyorker بقلم Hanif Abdurraqib
إذا أردت أن تُدّعم المحتوى الثقافي المقّدم لك بثمن كوب قهوة فهذا يسرنا كثيراً، فقط اضغط على الزر التالي
عليك بالاستمرار ممتاز