بفخر مهيب ورونق يسيطر على الأجواء، حيث تتألق الفتيات بفساتين مطرزة يزينها الفن بأناقة، وبجانبهن، تتأمل النساء في أنواع الخضروات المنتقاة بعناية، حاملاتٍ لأطواق من القرنبيط تشد انتباه المارة. يتناغم الرجال مع أسراب البضائع المعروضة في سوق البطيخ، يراجعون حساباتهم وترتيباتهم، في حين يشهد السوق الازدهار والنشاط، وتعانق مصانع صابون زيت الزيتون آفاق التطور بأكوام منتظمة من الإنتاج، ويترقب التجار مكيالات برتقال يافا اللامعة.
في بساتين على قمم جبل الشيخ، يرفع متحدثو اللهجة الدومرية أيديهم نحو الكاميرا، محملين ببسمة الفرح والتواصل. وفي دالية الكرمل، تثبت النساء أوعية المياه على رؤوسهن، معبرات عن قوة وثبات المرأة في مجتمعها، بينما يستعد الرجال في كل مكان بأزياءهم التقليدية وأطواقهم الطربوش لاستقبال وليمة عيد الفصح، حيث يخرجون ليشاركوا في فرحة الاجتماع والتقاليد العريقة.
وتنوعت أشكال الترفيه، فمن مقاهي الجرامفون إلى الحفلات الموسيقية وجلسات النارجيلة، يمتزج الناس في لحظات من الاسترخاء والتسلية. وعند انتهاء شهر رمضان، تلبس العائلات ملابسها البيضاء وتتجول في المقابر، تُجسد الروحانية والتأمل، بينما يجتمع المشيعون في جنازة حاخام في موكب جنازة بالقدس.
وفي بيت لحم، تجتمع الأمهات لحضور دروس الكتاب المقدس، يملؤن أنفسهن بالعلم والروحانية. وعلى شواطئ البحر الميت، ترفع عائلة خيمتها فوق أمواج الماء، تعبيراً عن الروح القوية للتحدي والبقاء. وفي غزة، يطل الرجل بنظرات شوق نحو بساتين الزيتون الخصبة، متمسكاً بأمله ورغبته في مستقبل أفضل.
تتقسم هذه الصور لفلسطين قبل الانتداب البريطاني، والتي تُحفظ في مجموعات الصور المجسمة لمكتبة الكونجرس وجامعة براون، إلى فئتين رئيسيتين: بطاقات المجسمة، التي تُصنع من قبل شركات أجنبية مثل Keystone View وStereo-Travel، والصور الفوتوغرافية التي تُنتجها شركة مستعمرة أمريكية موجودة في القدس، والتي غالبًا ما تزوّد مصنعي المجسمات بالمشاهد.
كان الغالبية العظمى من هذه الصور تهدف إلى تغذية الهوس بـ "الأرض المقدسة" الذي أصبح ينتشر بشكل متزايد في الولايات المتحدة خلال القرن التاسع عشر، وهي الفترة التي شهدت فيها مبيعات الكتب المقدسة وكتاب "كوخ العم توم" ارتفاعًا ملحوظًا مقارنة بالكتب المتعلقة بفلسطين. وبجانب الارتفاع الملحوظ في السياحة الدولية، كان هذا الاهتمام تم تحفيزه بالأفكار المسيحية، حيث كانت فلسطين تُنظر إليها على أنها "أرض مقدسة" مهملة تحتاج إلى إحياء وتنشيط لتسهيل المجيء الثاني للمسيح. وبالنسبة لأولئك الذين لم يكن بإمكانهم السفر عبر المحيط الأطلسي، جُلبت "الأرض المقدسة" إلى منازلهم من خلال قصص الرحلات، وكتب الصور، والمتنزهات، والمعارض، وبطبيعة الحال من خلال بطاقات المجسمة التي قُدّمت - بتقنيتها الثلاثية الأبعاد - منظرًا فريدًا. تشكلت بذلك إحدى أشكال الحج المقدس للمسافر على كرسيه.
بينما تركز معظم الصور على المواقع التاريخية والدينية في فلسطين، مع تقليل دور السكان المحليين إلى مجرد ديكور، ينتقل الإطار أحيانًا إلى سكان فلسطين، حيث يُلتقط الروتين اليومي وتجارب الذروة على حد سواء. تحمل العديد من هذه الصور، التي جمعت غالبًا لإخفاء آثار الحداثة، لمسات من جو "إعادة بناء الكتاب المقدس"، إذا لم تكن قد تم تصويرها بهذا الشكل فعليًا، فقد تم تصميمها بأسلوب عكسي من خلال التعليقات والاستشهادات المقدسية. ومع ذلك، في بعض الحالات، نجد نظرة أقل تصفية للحياة اليومية. ورغم أنها بالطبع لا تزال تعبر عن منظور مستشرق، إلا أنها تقدم نافذة قيمة إلى فلسطين في بداية القرن. تحت سطح الخيال المبالغ فيه، نجد أرضًا مليئة بالتاريخ والإمكانيات، وشعبًا متنوعًا ينتمي لعدة ديانات، يعيشون في تناقضات الحياة القروية والحضرية والأسرية - إنها رؤية لفلسطين تتجاوز الأوهام، حيث كان شعار الصهيانة المبكر "أرض بلا شعب".
تتسلط الصور على المشاهد الزراعية، حيث كان الفلسطينيون يزرعون محاصيل متنوعة مثل الزيتون والقطن والتبغ والدورة والسمسم، وكانوا يصدرون الشعير إلى المملكة المتحدة والقمح إلى إيطاليا وفرنسا، وبرتقال يافا إلى مختلف أنحاء العالم. تظهر النساء في العديد من الصور وهن يعملن بجد، حيث يطحنن القهوة بالمدقات ويقومن بجمع الزيتون وعصره. يتم قياس القمح وغربلته وتحويله في النهاية إلى خبز. ويعكس التعداد العثماني للسكان في تلك الفترة، حيث كان ما يقارب من نصف مليون نسمة يعيشون في فلسطين، أن حوالي 75% منهم كانوا مزارعين يقطنون في أكثر من سبعمائة قرية، بينما كان النسبة المتبقية يعيشون في المدن والبلدات، ويعملون في مجالات مختلفة مثل التعليم والتجارة والحكومة والدين والحرف. تبرز الصور مشاهد مدرسية مبهجة ومحادثات في المقاهي وأصحاب المتاجر والحرفيين الذين يعملون بجد إلى جانب المهرجانات المليئة بالحيوية. وفي بداية القرن العشرين، وقبل الانتداب البريطاني والهجرة الصهيونية الواسعة النطاق، وكانت التعدادات العثمانية تشير إلى أن 85% من السكان كانوا مسلمين، و11% مسيحيين، و4% يهود، ويتضح من الصور تنوع الثقافات والديانات والانسجام بين أفراد المجتمع، مما يبرز الانسجام والاختلاط الثقافي والديني المميز في تلك الحقبة.
من المحتمل أن يلقى النظر إلى هذه الصور اليوم تلوينًا مختلفًا، مع التفكير في مستقبل المجتمعات والأراضي المصورة، والتحولات الجذرية في التركيبة السكانية والسلطة، التي قد تكون مدمرة بشكل خاص للشعب الفلسطيني، خاصة بعد النكبة عام 1948 وحتى الآن مع مأساة الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة. في كتابهم "كاميرا بالستينا"، يختلف عصام نصار وستيفن الشيحي وسليم تماري في قراءتهم لمثل هذه الصور، حيث يرفضون التفسير الرمزي لها كمجرد حنين، بل يرونها تعبيرًا عن واقع اجتماعي حي وقائم. وفي كتابه "ضد المحو: ذاكرة فوتوغرافية لفلسطين قبل النكبة"، يشير جوني منصور إلى أهمية هذه الصور بالنسبة له، حيث يؤكد على رفض الشعب الفلسطيني لفقدان تاريخه وذاكرته رغم فقدانه لأرضه، ويعتبر أن هذه الصور تمثل له عنصرًا أساسيًا في إعادة اتصاله بماضيه وهويته ووطنه المفقود.
من المرجح أن يختلف النظر إلى هذه الصور في الوقت الحالي، مع فهم الشخص لتطورات تأثيراتها على المجتمعات والأراضي المصورة، والتحولات الجذرية في الديموغرافيا والسلطة، التي يمكن أن تكون مدمرة بشكل خاص للشعب الفلسطيني، وخاصةً بعد النكبة في عام 1948 وتداعيات الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة. يقوم كتاب "كاميرا بالستينا" (2022) بتقديم رؤية تختلف عن ذلك، حيث يجادل فيها عصام نصار وستيفن الشيحي وسليم تماري ضد قراءة مثل هذه الصور باعتبارها مجرد حنين، بل يرونها تعبيرًا عن واقع اجتماعي حي ومتجدد. وفي كتابه "ضد المحو: ذاكرة فوتوغرافية لفلسطين قبل النكبة" (2024)، يتحدث جوني منصور عن معنى هذه الصور بالنسبة له، حيث يرفض فقدان التاريخ والهوية الفلسطينية، ويعتبر أن هذه الصور تعيد تواصل الشعب الفلسطيني مع ماضيه وهويته ووطنه المفقود، وباعتباري أحد الأطفال والناجين من هذا الشعب، أعرف مدى صدق علاقتنا بالأرض وماضيها وتاريخها وصورها ووثائقها. مجتمعة، يعيدون إلينا ما نحتاج إليه بشدة: وطننا.
والآن أترككم مع الصور و تعريفاتها
فتيات صغيرات فى بيت لحم 1896
سوق يافا 1896
أم فلسطينية مع طفلها 1896
مقابر يافا 1897
عائلة سامرية 1899
المحلات التجارية المغلقة في الحي اليهودي يوم السبت في القدس. 1900
شارع فى حر الرامة 1900
فصل لدراسة الكتاب المقدس للراهبات المسيحيات فى بيت لحم 1900
امرأة فلسطينية تخبز الفطير فى أريحا 1900
الت
صانعة الحصير الفلسطينية و ابنتها 1900
كاهن يوناني يبارك أطفال قرية الرامة 1900
العريس يركب إلى منزل العروس فى رام الله 1900
منزل فلسطيني بالقرب من يافا 1900
تمارين رياضية في بعثة الراهبة أرنوت في يافا 1900
النساء و الأطفال فى أريحا 1900
السوق فى يافا 1900
بازار القدس 1900
نابلس و جبل عيبال من جبل جرزيم 1900
الناصرة 1900
فتاة مسيحية فى الناصرة 1900
القدس 1900
طحن الدقيق فى فلسطين 1900
ميناء طبريا على بحر الجليل 1900
تجار التوابل من شركة بغداد فى عكا 1901
عائلة فلسطينية فى منزلها 1901
مجموعة من الغجر ( ربما من شعب الدوم) على جبل الشيخ 1903
صيادون يهود من طبريا على ضفاف بحيرة طبيا 1903
مدرسة فى الناصرة 1903
1903 سكان الناصرة الأتراك يلعبون الداما ويدخنون النارجيلة
فرقة موسيقية تعزف في الثكنات التركية بالقرب من باب الخليل في القدس 1903
أطفال المدراس فى جنين 1903
أطفال في مدرسة الإرسالية المسيحية في نابلس 1903
غسل الملابس في جنين 1903
سوق الحبوب فى حيفا 1903
طحن الزيتون لإستخلاص الزيوت فى نابلس 1903
غرفة التقفطيع فى مصنع صابون زيت الزيتون 1903
بالفرب من باب الخليل فى القدس 1903
مراسم جنازة حاخام يهودي فى القدس 1903
فصل بمدرس 1903
شارع فى صيدا 1903
موكب زفاف 1904
أب مع أطفاله فى رام الله 1905
غسيل الملابس 1905
مدرسة فى بلدية البيرة 1905
مجمع سكنى فى رام الله 1905
فرز الزبيب فى رام الله 1905
الدروز فى جبل الركمل 1905
طحن القهوة 1905
نساء فى رام الله 1906
الطبخ على مواقد الطين، باستخدام الفحم كوقود 1906
شارع داوود فى القدس 1906
بازار فى بيت لحم 1906
شارع فى الجليل 1908
سحب القمح من صهريج (خزان) أشدود 1908
قطف الزيتون 1910
جمع الزيتون 1910
طحن الزيتون 1910
صيادون يصلحون شباكهم 1910
بذر المحاصيل 1910
قياسات على القمح 1910
غربلة القمح 1910
فرن القرية 1910
تناول الغداء 1910
نساء فى بيت لحم 1910
عائلة فى الناصرة 1910
عرس فى الناصرة 1910
عائلة يمنية من اليهود 1910
نساء و أطفال أمام المقبرة 1910
شواء اللحم على الأسياخ 1910
صانع النعال المطرزة 1910
مخرطة يدوية 1910
امرأة تحمل القدرة فى الناصرة 1910
محل بقالة 1910
خباز يبيع الخبز 1910
بائع الفاكهة 1910
صانع السيف الدمشقى 1910
يهود يمشطون القطن 1910
ويفر للملابس 1910
طحن الزيتون 1910
غسيل الملابس فى الناصرة 1910
شحذ المنجل 1910
صيادين يافا 1910
قهوة فى القدس 1910
امرأة بدوية 1910
السفر بين القدس و أريحا 1910
حمل القرنبيط 1910
قهوة نسائية مسائية 1910
رقصة السيف فى حف زفاف 1910
البدو بجهزون القهوة 1910
امرأة بدوية تخبز الخبز 1910
بئر السبع 1910
تصنيف برتقال يافا 1910
تعبئة برتقال يافا 1910
نزهة عائلية 1910
غربلة القمح 1910
مقهى فى شارع القدس 1910
الرعاة فى الليل 1910
تعليب غلاية 1910
عشاء جماعي 1910
محل حلوى 1910
محل مجوهرات 1910
بيطار 1910
مقهى مع جرامافون 1910
غسيل الأغنام فى نبع عين فرح 1910
اللعب بالربابة 1910
سوق البطيخ 1910
امرأة بدوية 1910
بناء بيت حجري 1910
أم وطفلها فى بئر السبع 1910
صانعي اللؤلؤ 1910
مسيرة باب الخليل 1910
فى انتظار موكب النبى موسى 1910
رقص الدراويش فى موكب النبى موسى 1910
رقصة السيف فى موكب النبى موسى 1910
بيت ريفي 1911
امرأة فى الرمة 1911
مخيم بدوي على شاطئ البحر الميت 1911
مطلة على غزة 1911
صيادون فى بحيرة طبريا 1913
نساء سامريات يشاهدن احتفال عيد الفصح على جبل جرزيم 1914
رئيس الكهنة يأكل في عيد الفصح السامري على جبل جرزيم 1914
السفر من بيت لحم إلى القدس 1919
امرأة بدوية تؤدي رقصة السيف 1919
شارع فى بيت لحم 1919
شارع فى بيت لحم 1919